الخبر و المدينة

الخبر و المدينة

تولد الدنيا صرخة ..وتولد الاديان كلمة ..ويعيش الناس منذ الأزل معركة الحياة برسائل متبادلة ..وفي كل صرخة وفي كل كلمة وفي كل رسالة خبر .. الخبر دليل الحياة والحركة و الفعل .. لذلك ربط وعينا الجمعي دائما بين الصمت و القبور .. بين انتقاء الخبر و الموت . مراكش ولكي لاتكون مدينة الخرس و الاشباح ، بحاجة مستمرة للخبر ..وستظل باحثة عنه رغم القيود و الخطوط .. من اجله كانت المدينة ولاتزال تشقق ابواب منازلها ومن اجله تجتمع النسوة بدون مناسبة ..وتصقل الاذان لالتقاط الذبذبات و لان الخبر ضرورة ايضا فقد اصطنعت المدينة منذ زمن " الرقاص " الذي يطوي المسافات .. وفرض الجهاز الرسمي قديما صوت " البراح " واطلق الناس الاشاعات .. والتصقت النخبة في ما مضى بجهاز الراديو و الجريدة ..وعمد المعارضون الى توزيع المنشورات ..
في الماضي كما اليوم ، تبدو حاجة المدينة للخبر اكبر من كل الحريصين على الصمت و التكتم ..المدينة في حاجة لكل قنوات الخبر .. صحافة مكتوبة واذاعة وندوات عمومية ودورات مفتوحة للمجالس المسيرة وتواصلا مستمرا بين الادارة و المواطنين ..بالخبر تترجم المدينة حالتها و تعكس مزاجها العام..تكشف عن محبيها و عن المتربصين  بها ..في مضمون الخبر ،تظهر سيرة المدينة .. مايتلاشى فيها وما يتجدد .. من قلبه عليها ومن هواه على اشياء اخرى .. من يريد لها الاقلاع ومن يختار لها القهقرى ..لابد من الخبر ..كي تنكشف المقاصـد ..كي نبني المعنى لعيشنا المشترك ..لابد من الخبر لكي ننصت لكافة أصواتنا ..ونلتمس فيها الاجوبة المناسبة ..لا بد من الخبر لكي نستطيع التحقق حتما ، فالخبر ليس دائما مقدسا ..قد تختلف فيه الروايات وقد يعتريه التزيد و النقصان او الالتباس .. لكن الحل ليس في الغاء الخبر او تكتيم الصحافة او منع اصواتها .. فالحاجة عامة وهي اكبر من كل المصالح و ليست ارادة افراد يحركهم الاندفاع او الحسابات الرخيصة.

عادل عبد اللطيـــف