Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
أصوات مراكش
9 décembre 2008

يا أمير الدوار : .. احكم فأنت الواحد القهار

يا أمير الدوار : .. احكم فأنت الواحد القهار

أزيد من 300 مليون سنتيم هو مجموع ما تستهلكه الهواتف النقالة للمجلس الجماعي لمراكش ، وهو رقم لا نعتقد ان مصالح وزارة الخارجية او المالية مثلا يمكن ان تستهلكه ، هذا مع العلم انعزيــز باطراح  مدير نشـر  جريدة أصوات مــراكش ال300 مليون لا تشمل استهلاك الهواتف الثابتة للمجلس و التي تتجاوز 40 خطا حسب ما جاء في تقرير المجلس الاعلى للحسابات .. عشرات الصفقات قيمتها مئات الملايير مرت بشكل غير قانوني ، إهدار المال العام ، سوء التدبير ، تبذير و انهاك ميزانية الجماعة ، توزيع الوقود بسخاء على الموظفين و الادارات و المصالح الاخرى.. هي اهم و ابرز عناوين التقرير الذي انجزه قضاة و مفتشو المجلس الجهوي للحسابات.. هذه الاختالالات تبين بالملوس الى اي حد يتم استنزاف اموال ساكنة مدينة مراكش .. وعندما اثارت جريدة اصوات مراكش ملفات الفساد ، وتحدثت عن مافيا نهب المال العام تم اقتيادها و جرجرتها في المحاكم.. انها الملفات التي جعلت هذه المافيا تطلب اعدام اصوات مراكش.
لم نكن خلال الملفات التي سبق وان نبهنا فيها الى سوء التدبير ، وطرحنا الاسئلة حول الاسباب التي جعلت بعض المنتخبين يتحولون من مجرد أناس يعيشون في الهامش الى كبار أثرياء المدينة ،لم يكن ذلك عن طريق الصدفة ، ولا عبر تجارة أحلها الله أو عن طريق " ربحة في التيرسي " ، وإنما للاسباب التي ذكرها المجلس الأعلى للحسابات .وهي التي كانت موضوع ملفاتنا عن مافيا نهب المال العام.. وهاهي اصوات مراكش تساق الى المحاكم بسبب ما أثارته،ونعتقد ان المجلس الاعلى للحسابات لولا انه مؤسسة دستورية لتمت جرجرة مفتشيه هو ايضا في المحاكم.
وحتى يكون المتتبع و القارئ الكريم على بينة من ظروف و ملابسات جر الجريدة الى المحاكم و المطالبة بإعدامها ، خاصة من خلال عددها رقم 11  الذي كان عنوانه الرئيسي : " مراكش .. من عاصمة للمرابطين الى دويلات لأمراء المنتخبين " نقول ، لقد أردنا من خلال ذلك الملف ان نتابع مشوار بعض الكائنات الانتخابية التي اغتنت من احتراف مهنة الانتخابات ، وكيف انها اصبحت تتحكم في مجموعة من مناطق المدينة ، وكيف اقتطع كل كائن انتخابي جزء ا  من عاصمة المرابطين وحوله الى إمارة ، فهذا المختار الشلح نائب العمدة تربع اميرا على دورا إيزيكي ، ونائبه الثاني محمد الحر أصبح أميرا على دوار الكدية ، وعبد القادر النميلي أميرا على عين إيطي ، وعمر الجازولي سلطان المنتخبين الذي نصبه آل العروسية حاكما على مراكش .. وعندما قلنا نصبه آل العروسية فإننا لم نأت بجديد بالنسبة للفاعلين السياسيين و المتتبعين للشأن المحلي بهذه المدينة، وحتى بالنسبة للسلطات المحلية و المركزية فالجميع يعرف دور آل العروسية في هندسة الانتخابات و صناعة الاغلبيات.
لقد اوضحنا ان كل امير صنع لنفسه جهازه المخابراتي ، واجهزته الامنية و العسكرية التي تحمي الحدود من المتربصين بالإمارة، ولذلك فان هذه الاجهزة وفي نفس الآن نفسه تتحول الى قوة عسكرية كما هو الحال في الحدث الذي شهدته إمارة دوار الكدية بداية الأسبوع الجاري عندما تم الاعتداء على مواطن بالمنطقة من طرف عشيرة أمير دولة الكدية ، وعندما جاء رجال الأمن تمت مواجهتهم بمختلف الاسلحة البيضاء حيث أصيب ضابط شرطة بجرحين في كل من رأسه و خده بواسطة سيف، وبضربة من قطعة حديد في عينه ، وبعد ذلك صعدت الجيوش البواسل الى أحد أسوار الإمارة وثبتت المدافع وشرعت في رشق رجال الامن بالحجارة مما اضطرو معه الى التراجع.
وحتى عندما تم اعتقال شقيق الامير وابن شقيقة الامير فقد أطلق سراحمهما بعد حوالي أربع ساعات .أليس هذا ما سبق وان قلناه في عددنا الحادي عشر والذي بسببه نحاكم ونتابع اليوم بتهمة التطاول على المقدسات ؟ أليس الحاكمون في أرض الرجالات السبعة هم أمراء الدواوير ؟. أليسو فوق جميع القوانين ؟ أليست إمارتهم بمثابة دولة في قلب الدولة .وربما أكبر من الدولة نفسها ، حينما يتم الاعتداء على أحد أجهزتها وهو الأمن ومع ذلك يطلق سراح عشيرة الأمير.
لقد عاتبنا بعض أمراء الدواوير عندما قدمنا ملف عددنا الحادي عشر بقول الشاعر الأندلسي : مما يؤسفني بأرض أندلس ==== أسماع معتصم فيها و معتضد
أقامو مملكة في غير محلها ==== كالهر يروي انتفاخا صولة الأسد.
الآن نسجل اعتذارنا لكم .. الآن وبعد ان قدمتم الدليل على انكم أمراء حقيقيون وحكام لا يشق لهم غبار، وان إماراتكم محصنة وقوية بجيوشها ، وأن كل عدو تسلل الى الإمارة او تعدى حدودها يدق عنقه على أسوارها .. الآن فقط سجلوا اعتذارنا وسوف نمحي غلطتنا ونمحي الابيات الشعرية السابقة ببيت لشاعر اندلسي آخر :
ما شئت لا ماشاءت الأقدار ==== فاحكم فأنت الواحد القهار.،

عزيز باطراح

Publicité
Commentaires
Publicité
Publicité